[color=white][color=violet]
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما أنتم يا شباب الإسلام...ويا حفظة العقيدة..ويا أحفاد مصعب,وسعد بن معاذ,وسعد بن أبي
وقاص,وطارق,وخالد,فسلام الله عليكم عندما عدتم إلى بارئكم عودة صادقة في هذه السنوات الأخيرة
واستبدلتم الشرور بالحسنات والخير فحققتم قول الشاعر:[/color
شبــاب الحــق لــلإســلام عــودوا
فـــأنتـــم مجـــده وبكـــم يســـود
خالد بن الوليد شاب قد حمل سيفه ليحطم رأس كل من لا يقول لا إله إلا الله,شاب جرى
الإمان في لحمه ودمه .
شاب خاض مائة معركة دون أن يهزم في إحداها في الجاهلية أو الإسلام.
تسعـــون معـــركـــة مـــرت محجلـــة
من بعد عشر بنان الفتح يحصيهــا
وخـــالـــد في سبيـــل الله مشعلـــهــا
وخـــالـــد فـــي سبيـــل الله مذكيها
ومــا أتـــت بقعـــة إلا سمعـــت بها
الله أكبـــر تجــري فــي نــواحيهـا
مــا نــزال الفـرس إلا خـاب نـازلهم
ولا رمــى الــروم إلا طـاش راميها
فأنتم أبناء خالد بن الوليد الذين تعرفون المساجد والدروس والندوات وحمل لا إله إلا الله.
أما غيركم فيعرفون المسارح والزنا واللهو والضياع ,ولكن لابد من مناصحتهم ولابد من الجلوس معهم ولابد من دلهم على طريق الحق ,لعلهم يعودون فيشاركو إخوانهم في حمل الراية.
ولابد أن نذكرهم بأجدادهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ,لعل الإيمان أن يشتغل من جديد في قلوبهم .
يأتي مصعب بن الزبير في جبة بالية فيراه صلى الله عليه وسلم فتدمع عيناه لأنه ترك الدنيا وزهرتها وسكب روحه في سبيل الله .
وأنس بن النضر يأتي يوم أحد فيقول له احد الأنصار: عد...عد إن الناس فروا.
فقال: إليك عني يا سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة من دون أحد, فيُضرب بثمانين ضربة في سبيل الله .
أرواحنـــا يـــارب فـــوق أكفنـــا
نـــرجـــو ثـــوابــك مغنمـــا وجــوارا
ويأتي جعفر بن أبي طالب وهو شاب فيقاتل جيش الروم فيأخذ الراية بيده اليمنى فتُقطع, فيأخذها باليسرى فتُقطع, فيضم جناحيه على الراية وهو يقول :
يـــا حبـــذا الجنـــة واقتــــــرابــــها
طيبـــــة وبـــــارد شــــــــرابهــــا
والـــروم روم قـــد قـــدنـــا عذابها
كــــافرة بعــــــــيدة أنســـــــابهــــا
فيا شبابنا... يا أمل المستقبل... يازهرة الغد...يا بسمة الفجر.
لماذا هذا الإعراض عن قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
أوصيكم بثلاث وصايا :
أولها: أن تحرصو على علم الكتاب والسنة, أن تقبلو على العلم جادين مثابرين نشطين لا يفوتكم درس ولا محاضرة ولا كتاب إسلامي ولا شريط إسلامي, تحفظون لياليكم وساعاتكم ودقائقكم مع الواحد الاحد .
فإذا حفظتم أوقاتكم, حفظكم الله من فوق سبع سموات ...ومن حفظ الله حفظه الله .
قال صلى الله عليه وسلم لإبن عباس احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده اتجاهك, تعرف على الله في الرخاء, يعرفك في الشدة, إذا سألت فاسأل الله, وإذا إستعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو إجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وإن إجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رُفعت الأقلام وجفت الصحف ) ـ رواه الترمذي بسند صحيح ـ
ثانيا: أوصيكم ونفسي بالتوبة من المعاصي وبالرجوع عن الخطايا والذنوب وباستغفار الواحد الأحد من السيئات, فإن الذنوب موبقات ومحبطات ولعنات ـ والعياذ بالله ـ يقول الله في بني إسرائيل: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )ـ المائدة 13 ـ
فابتلاهم الله بقسوة القلوب لما أعرضوا وارتكبوا المعاصي.
وقال تعالى: (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ) ـ الشورى 30 ـ
فاالله الله في حفظ الله والانتهاء عن المعاصي.
احفظ الله في السمع, وفي الفرج, وفي البصر, وفي البطن, وفي اليد, وفي الرجل, وفي الجوارح, فإنه لا يزال العبد حافظا الله حتى يحفظه الله .
ولا يزال العبد يتقي الله حتى يوفقه الله عز وجل .
ثالثا: احرصو على الجليس الصالح...يقول صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما ان تجد ريحا خبيثة) ـ متفق عليه ـ
فالشاب الصالح تكسب منه خيرا بإذن الله .
أما الشقي ـ والعياذ بالله ـ فلن تكسب منه إلا بعدا من الله , ولن تكتسب منه إلا غضبا من الواحد الأحد, يقول الله ـ سبحانه وتعالى: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) ـ الزخرف 67 ـ ويقول سبحانه وتعالىفما لنا من شافعين (100) ولا صديق حميم ) ـ الشعراء 100 ,101 ـ
قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ: تزودو من الإخوان فإنهم ذخر في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
قالو: في الحياة نعم, أما في الآخرة فكيف؟
قال: ألا يقول سبحانه وتعالى في الكافرين والمنافقين والفجرة فما لنا من شافعين (100) ولا صديق حميم) ؟ فدل على أنه لو كان لهم صديق صالح لنفعهم .
يقول الشافعي متواضعا ومحبا للصالحين :
أحـــب الصـــالحيـــن ولســـت منهـــم
لعلـــي أن أنـــال بهـــم شفــــاعــــه
وأكـــره من تجــــارتـــه المــعاصـــي
ولـــو كنـــا ســـواء فـــي البضـاعه
وأما النساء: فإننا والله نشكو من واقعنا تجاههن .
لأنهن ما بلغتهن الدعوة كما ينبغي, فلا زالت المرأة تعيش جهلا وغفلة عن قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
فالشباب والرجال يجدون دروسا ومحاضرات ودعوة وكتبا وأشرطة, أما النساء فلا يجدن أكثر ذلك .
والواجب في هذا يقع على عاتق الرجال والشباب, لأن الحق يقول سبحانه وتعالى: ( ياأيها الذ ين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) ـ التحريم 6 ـ.
وإنما أوصي أختي المسلمة بأمور:
أولها: أن تتقي الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الصلوات الخمس, بأن تحسن صلاتها خشوعا وخضوعا وركوعا.
ثانيا: أن تتقي الله في عينها وفي سمعها وفي كل عضو من أعضائها, وأن تعلم أنها سوف يعرضها ـ سبحانه وتعالى للحساب ( لقد أحصاهم وعدهم عدا (94) وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا ) ـ مريم 93 ,95 ـ .
ثالثا: أوصيها بأن تطيع زوجها وأن تتقي الله في زوجها, فواجب زوجها عليها أن تحفظه بالغيب في نفسها وماله.
من روائع الدكتور عائض القرني اطال الله في عمره وحفظه ورعاه.
عدل سابقا من قبل احلام نهال في الثلاثاء 21 أبريل 2009, 17:52 عدل 1 مرات