قد تكون أحد مالكي سيارة «بي إم دبليو» من الفئة السابعة، ولكنك قد ترغب بعد سنوات متعاقبة من امتلاك هذه السيارة الرائعة فعلا، التي تغيرها عادة كل عامين، أو ثلاثة، أن تبدل التقليد القديم وتختار سيارة مشابهة لهذه السيارة الألمانية الفاخرة.. ولكن من إنتاج بلد آخر.
وحين تطرح السؤال البديهي «ماذا سيكون البديل؟»، تقفز إلى ذهنك السيارات الفاخرة الإيطالية ، خصوصا أن إيطاليا اشتهرت بصناعة السيارات السريعة الذائعة الصيت، مثل «فيراري»، و«لمبورغيني»، وغيرها مثل سيارة «مازاراتي» الصالون ذات المقاعد الأربعة المشابهة في وجوه كثيرة لـ «بي إم دبليو»، و«أودي إس 8 في 10» الألمانيتين، وهما سيارتان يمكن مقارنتهما بسهولة بالسيارة الإيطالية، رغم فارق المتانة وأمد الخدمة بينهم.
من حيث جمالها وسرعتها، تأسر السيارات الإيطالية الفاخرة الألباب بسرعة، فيما تجذب السيارة الألمانية العقل قبل القلب.
وهنا سر «مازاراتي» الجديدة، فقد جرى تعديلها من طراز آخر مشابه عُرض في معرض جنيف الأخير للسيارات قبل أسبوعين، على أن يطرح في الأسواق الأوروبية في أوائل الشهر المقبل.
وعندما قررت «مازاراتي» أن تطرح طراز «جي تي إس» من «كواتروبورت سبورت»، أدخلت المزيد من التعديلات والميزات عليها، منها زيادة قوة المحرك، وبرنامج كومبيوتري جديد لناقل الحركة الأوتوماتيكي، ونظام تعليق جديد مقسَّى للقيادة الرياضية، وأنبوب مزدوج للعادم يصدر المزيد من الضجيج الشبيه بالزئير؛ لإضفاء الطابع الرياضي السريع على السيارة. وكانت الميزة الكبرى تخفيض حيز الجلوس في السيارة؛ لتسهيل دخول الركاب وخروجهم منها، مع إضافة اللون الأسود المصقول حول الأبواب. ومن الميزات الأخرى.. العجلات المصنوعة من قضبان الخلائط المعدنية، التي يبلغ قياسها 20 بوصة.
وتجدر الإشارة إلى أن الزيادة في قوة الـ «جي تي إس» الجديدة عن شقيقتها الأساسية هي بحدود 8 أحصنة مكبحية فقط، أي الزيادة على القوة الأساسية، التي هي 433 حصانا أصلا. وهذه الزيادة تعتبر ضئيلة، إلى حد أن سائقي التجارب لم يشعروا بأي فرق في الأداء، لا في السرعة، ولا حتى في عزم الدوران. أما ناقل السرعة الأوتوماتيكي الجديد السداسي السرعات والمبرمج كومبيوتريا، فهو يتيح الوصول إلى 7100 دورة في الدقيقة بالنسبة إلى المحرك، أي بزيادة 100 دورة فقط على الطراز الأساسي. وهذه أيضا زيادة لا تشكل زخما كبيرا، بل دفعا متواضعا للنموذج الجديد. وقد يشكل ذلك خيبة لمحبي القوة والسرعة، لكن ما يعوض عن ذلك، أنها ستكون من أجمل سيارات الصالون التي ستنزل إلى الأسواق قريبا، وقد لا ينافسها في هذا المجال سوى «أستون مارتن رابيد» التي ستنزل هي أيضا إلى الأسواق قريبا. ومما يحد من سرعة السيارة ربما، رغم قوة المحرك، هو وزنها الكبير نسبيا، البالغ 1.9 طن. لكن نظام التعليق المقسى يسهم كثيرا في التقليل من ترجرج السيارة في المنعطفات الحادة، أو لدى تغيير وجهة السيارة بشكل مفاجئ.
وهذه السيارة بطبيعتها، وللأسباب المذكورة آنفا، ليست سريعة جدا، مقارنة بالسيارات الرياضية الأخرى المتفوقة. ولكن «مازاراتي» استطاعت التغلب على هذه المشكلة بحيلة هندسية، للإيحاء إلى سائقها أنه يقود سيارة رياضية عصبية فعلا، ألا وهي إبطال مفعول نظام التحكم في الدفع، وإبقاء القدم كابسة على دواسة المكبح، في الوقت الذي يجري فيه دفع سرعة المحرك إلى 2300 دورة في الدقيقة. وبعد أن يجري رفع القدم فجأة عن دواسة المكبح؛ تنطلق السيارة بزئير عال، و«بتدويم» شديد من العجلات من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا (100 كيلومتر) في الساعة خلال 5.1 ثانية، مقابل 5.4 ثانية بالنسبة إلى سيارة «كواتروبورت سبورت» العادية. وهناك جانب أفضل،
وهو الكبس على زر خاص يحول السيارة إلى النمط الرياضي الذي يقلص من تقارب نسب السرعة في ناقل الحركة، وبالتالي يفتح صمامات الضغط في نظام العادم، للخروج بهدير جميل للمحرك. والعملية هذه أشبه بمسرحية صوتية لعمليات مطاردة بين سيارات مختلفة. وكان هذا النظام قد ظهر لأول مرة في سيارات «مازاراتي غران توريزمو» قبل اعتماده في سيارة «كواتروبورت سبورت». تقول الشركة الصانعة إن لسيارتها الجديدة نكهة خاصة، يتمتع بها سائقها وركابها معا. لكن ثمنها المرتفع البالغ 89860 جنيها استرلينيا في بريطانيا قد يحد بعض الشيء من رواجها، خصوصا إذا ما قورنت بسعر منافستيها «مرسيدس- بنز إس 500 إل» التي تباع حاليا بـ 73488 جنيها استرلينيا، و«أودي إس 8 في 10» التي تباع بـ 70580 جنيها استرلينيا.
يبقى القول إن سعة محرك سيارة «مازاراتي» الجديدة هي 4891 سم مكعبا، وعزم دورانها 367 رطلا / قدم لدى دوران المحرك بسرعة 4750 دورة في الدقيقة، وقادرة على بلوغ سرعة قصوى تبلغ 177 ميلا في الساعة.